الأسس التصميمية لقواعد تدوير النفايات في المدن / بغداد (حالة دراسية)

الملخص

 تُعدُّ النفايات إحدى أبرز المشاكل المؤثِّرة في بيئة المدينة ومشهدها الحضري وتنتج عن نشاطات وفعاليات الانسان والبيئة الطبيعية، وقد تعدَّدت مصادرها بين السكنية، والتجارية، والصناعية، والطبية، والخطرة، وأدى انتشارها في المدن وعلى الطرق والأراضي المتروكة المكشوفة إلى تأثيرات سلبية كبيرة ومخاطر على صحة الانسان وبيئته.

               ولذا كانت هناك محاولات جادة للتعامل مع النفايات واتباع خطوات متسلسلة شكَّلت نظامًا لإدارة النفايات كـ(الجمع والفرز والنقل ثم المعالجة والتخلص ) ، فطورت الدول الأكثر تقدماً وسائل وتقنيات مختلفة للتعامل مع النفايات الصلبة معتمدة بعملية المعالجة والتخلُّص على طرق مختلفة ومتسلسلة وفقًا لأهميتها متمثِّلة بمثلث القاعدة الذهبية أو ما يعرف بالتسلسل الهرمي لمعالجة النفايات، تتراوح ( من تقليل النفايات عن طريق تصميم المنتجات والتغليف ، إلى إعادة تدوير المواد القابلة للاستعمال ، وتحويل النفايات الخضراء إلى سماد ، والاحتراق مع استعادة الطاقة  وهو ما  يُسمى عادةً تحويل النفايات إلى طاقة (WTE) ، ودفن النفايات الصحي الذي يمنع الانبعاثات المائية والغازية إلى البيئة ).

        ولكي يتم القيام بهذه الطرق وتطبيقها عملياً تطلَّبت الحاجة أن تتم ضمن أبنية خاصة بها (ويكون لكل طريقة معالجة مبنى خاص بها) تكون من جهة مشتركة فيما بينها بتعاملها مع النفايات وكمياتها وانواعها ومن جهة اخرى مختلفة عنها بالمتطلبات التصميمية والفوائد الناتجة عن طريقة المعالجة، وقد دعت كثير من الجهات لإدخال هذه الأبنية ضمن نسيج المدينة الحضري وتغيير الانطباع السيئ المتولِّد جراء تأثير النفايات.

          ومن هنا تناول البحث التداخل بين حلول ومعالجات العمارة ومشكلة النفايات، فظهرت مشكلة البحث بوجود نقص معرفي في الأسس والعوامل التصميمية التي يمكن العمل بموجبها لإنشاء مراكز أو منشآت أو مرافق لتدوير ومعالجة النفايات، وتحدد بذلك هدف البحث في إنشاء أبنية متخصِّصة بتدوير ومعالجة النفايات على أسس وعوامل تصميمية واقعية وناجحة عملياً.

       وقد توصَّل البحث إلى العديد من الاستنتاجات التي بلورت وضع وتحديد أسس وعوامل تصميمية تمكن المتخصِّصين من العمل بها عند إنشاء أبنية تدوير ومعالجة النفايات.