تعزيز قابلية العيش من خلال التكثيف الحضري

الملخص

يتناول البحث مفهوم حديث في تطبيقاتة والدراسات التي يتناولها حيث يعد مفهوم التكثيف الحضري من أحدث استراتيجيات التنمية المستدامة للمدن .وتظهر الدراسات التي تبحث في العلاقة بين التكثيف وقابلية العيش نتائج مختلطة. تسلّط هذه الدراسة الضوء على كيفية تأثير البيئة المبنية للمناطق الحضرية الكثيفة على نوعية المعيشة المدركة للسكان. وأن كيفية تعزيز قبول الحياة الكثيفة هو سؤال مهم للتحقيق فيه .

إن تبنِّي مفهوم التكثيف الحضري في سياسات تخطيط المدن لتكون أكثر استدامة وقابلة للعيش له أهمية كبيرة من خلال تحقيق كفاءة الاستعمال للأرض الحضرية والحدِّ من الزحف العمراني , وكذلك التقليل من استعمال شبكة النقل من خلال تحقيق زيادة الاعتماد على النقل العام او الجماعي  الذي يؤثِّر على البيئة ايجابيا , وكذلك خلق بيئة متفاعلة اجتماعيا . وعلى الرغم من ذلك , ما تزال هناك جدالات حول ما اذا كانت المدن في البلدان النامية تستفيد من التكثيف الحضري في تعزيز قابلية العيش في المدن بطريقة مستدامة . ويستكشف هذا البحث مختلف الابعاد لقياس قابلية العيش من خلال دراسة التجارب العالمية واستخراج عدة مؤشرات لقياس ذلك .  والبحث مستل من رسالة الماجستير بعنوان التكثيف الحضري المستدام لمركز مدينة الناصرية ، حيث سيتم في هذه الدراسة البحث عن الحلول والخيارات المناسبة لجعل المدينة أكثر استدامة وإنتاجية وقابلة للعيش وأقل استهلاكا للطاقة والموارد.  وتنظر هذه الدراسة بموضوعية في النمط السائد للتحضر وتخطيط المدن والتنمية , والعيش في المراكز الحضرية , وخيارات لجعل المدن مروجًا للبيئة والإيكولوجيا من خلال التكثيف الحضري و اعتماد تخطيط المدن المدمجة ؛ واعتماد الاستعمالات المختلطة للأراضي ، والتقليل من الزحف العمراني وزيادة الكثافة.

يتناول البحث في اطاره النظري مفهوم قابلية العيش و فكرة واهداف قابلية العيش في التخطيط الحضري , وكذلك مدى امكانية العيش من خلال التكثيف الحضري . وتم استخراج مجموعة من المؤشرات (النقل العام, ومرافق المجتمع , والمساحة المفتوحة والمساحة العامة , والإحساس بالانتماء للمجتمع , والشعور بالامان , ومساحة المسكن) كما تتضمَّن هذه المؤشرات الرئيسة عدة مؤشرات ثانوية , حيث يمكن من خلالها التوصّل الى قياس مدى تحقيق امكانية قابلية العيش في المدن المكثفة حضريًا .

أما الجانب العملي فقد تمثَّل بأجراء المسح الميداني لمنطقة الدراسة (مركز مدينة الناصرية ) للتعرّف على خصائص المدينة وبعدها تم تطبيق المؤشرات المُستخلصة من الاطار النظري عليها .