تفعيل الإمكانات التنموية للمركز التاريخي لمدينة بغداد (جهة الرصافة)

الملخص

تختلف أنواع الإمكانات التنموية في المدينة، من طبيعة المدينة ومجتمعها وبيئتها واقتصادها وتاريخها. مدينة بغداد تحتوي على العديد من إمكانات التطوير التاريخي غير المستغلة، ومعظمها متجهة نحو الاندثار، وستكون هذه مشكلة البحث، ويهدف البحث الى محاولة توضيح كيفية استثمار أحد العناصر التاريخية المهمة في تطوير المدينة، بناء على فرضية أن التنمية المستدامة للمدينة يجب أن تقوم على تفعيل أصولها التاريخية.

يقع سور بغداد التاريخي من جهة الرصافة وهو سور لم يبق منه الا بوابة واحدة وموقع بوابة اخرى منه، من أصل أربع بوابات. يحيط هذا السور مدينة بغداد بجانب الرصافة، وبنى هذا السور منذ أواخر العهد العباسي، تمت عملية هدم أجزائه آبان الحرب العالمية الأولى وفقدان الدولة العثمانية سيطرتها على المنطقة وانسحاب قواتها من العراق.

ستعتمد المنهجية البحثية على الخرائط القديمة التي تبين أنه سيتم الوصول الى تدقيق مسار السور ومطابقتها مع صورة أقمار صناعية مصححة للمدينة من خلال اختيار بعض السمات المشتركة، والتي تستخدم للضبط والتدقيق الأرضي  (GCP) بعد تحديد مسار السور، يتم تحديد استعمالات الأرض في مسار هذا السور، ونقترح كيف يمكن تغييرها باعتماد استعمالات أخرى أكثر ملاءمة للأرض. إن أهمية اختيار هذا العنصر ستؤثر على التنمية المستدامة في المجتمع، اذ ان هذا الجدار له تاثير كبير على التعايش السلمي في المدينة، حيث حمى جميع سكان المدينة دون تمييز. كما أن هذا السور يقع في أكثر الأراضي قيمة في المدينة، بحيث يكون الاستثمار وفقًا لأهميته مجديًا اقتصاديًا. الجانب الثالث يتمثَّل في أن الاستثمار الاقتصادي للعناصر الثقافية والتاريخية من أنظف الاستثمارات لأنه يحافظ على البيئة من الملوثات على عكس الاستثمارات الإنتاجية الأخرى.