تحليل وتقييم العوامل المؤثرة في المشاركة المجتمعية كسياسة للارتقاء بالمناطق السكنية الرسمية المتدهورة

الملخص

عانت أغلب مدن بلدان العالم الثالث ومن ضمنها المدن العراقية  وجود أحياء سكنية متدهورة، وسوء الأحوال المعيشية الاقتصادية، والاجتماعية، والعمرانية للسكان، وتردِّي في خدماتها الفوقية والتحتية، وكانت هذه المشاكل هي افرازات التحضُّر السريع الذي شهدته هذه المدن. وانطلاقا من مبادئ التخطيط الحضري المستدام ومن أجل تحقيق فرص مناسبة لحياة السكان وتوفير سبل العيش المستدام لهم، ظهرت سياسات الارتقاء على وفق اسلوب المشاركة المجتمعية وبرامج إصلاح وتطوير تلك الاحياء ورفع كفاءتها وجعلها أماكن قابلة للعيش، وبذلك تحدَّدت مشكلة البحث: بـــعدم وجود تصور معرفي شامل عن أبرز العوامل المؤثِّرة في المشاركة المجتمعية ودورها في الارتقاء بالأحياء السكنية المتدهورة ، وبناء على ذلك حدد هدف البحث: بتفعيل آليات المشاركة المجتمعية لتحديد اهم العوامل المؤثِّرة في المشاركة المجتمعية واثرها في تطوير المناطق السكنية المتدهورة .أما فرضية البحث الرئيسة فتتمثَّل بالآتي: ( هناك مجموعة من العوامل المؤثرة في تفعيل المشاركة المجتمعية للارتقاء بالمناطق السكنية المتدهورة )، وقد تضمَّن البحث جانب نظري تناول مفهوم المشاركة  المجتمعية والعوامل المؤثرة فيها وأهمية واهداف وفوائد وانماط المشاركة المجتمعية، ومفهوم المناطق السكنية المتدهورة وانواعها وخصائصها .أما الجانب العملي فشمل: دراسة منطقة حي الامام في مدينة الناصرية، اذ تم اجراء استبيان لعيِّنة من الساكنين في الحي، وتوصَّل البحث باستعمال نموذج الانحدار اللوجستي إلى أن تحفيز الرغبة في المشاركة عن طريق الاستشارة والتشاور ذو أثر معنوي وايجابي في تفعيل المشاركة المجتمعية، كما وأن تمكين المجتمع المحلي عبر اشراكهم في ورش العمل والتدريب يُساهم في توفير فرص العمل، وتقليل البطالة، وتفعيل المشاركة في الارتقاء بالمنطقة السكنية، كما توصّل البحث ايضا الى أن هناك عوامل أخرى مؤثرة إلّا أن تأثيرها لم يكن معنوياً مثل: الجنس، والعمر، ومدة الاقامة، والملكية، والثقة بالسلطة المحلية.واستنتج البحث أن الارتقاء بالمناطق السكنية المتدهورة  يمكن ان يتم عبر اشراك الافراد وزيادة رغبتهم في تطوير احيائهم وتحقيق التنمية الاجتماعية والاندماج الاجتماعي عن طريق اقامة ورش العمل والتشاور والتدريب من اجل رفع مهاراتهم وتفعيل مشاركتهم في الارتقاء لتحقيق هدف تحسين المستوى العمراني والمعاشي .