عمارة الحداثة في تخطيط مدينة بغداد
الملخص
مرت مدينة بغداد بتغيرات وتطورات مختلفة , أثرت على طابعها العمراني بشكل ملحوظ . وغير ذلك من نسيجها الحضري . وكان من أبرز التغيرات في عمارتها تلك الفترة التي تميزت ببزوغ وانتشار عمارة الحداثة , فهي تمثل الفترة التي تمتد بين الاربعينات واواخر السبعينات من القرن العشرين والتي كان لها اسبابها العديدة وعواملها المختلفة التي مهدت ودعمت , بل وشجعت على انتشار عمارة الحداثة العالمية , لتمثل جسر التواصل مع العالم المتقدم في اعتماد عمارة عالمية انتشرت في مدينة بغداد على ايدي عدد من المعماريين العالميين والعراقيين الذين قدموا من تلك الدول وتشبعوا بأفكار الحداثة ولمسوا تطبيقاتها بشكل عملي , مما دفعهم الى تطبيقها في مدينة بغداد كمحاولة للخروج عن النمط العمراني التقليدي المتمثل بالنسيج الحضري القديم المتضام والاسلوب العضوي في تخطيط المدينة , بتشييد عدد غير قليل من أبنية الحداثة عبّرت عن أفكار مصمميها واستخدامهم للمواد الانشائية الجديدة .
تلك الافكار والتطبيقات لاقت العديد من النقد السلبي والايجابي , فهي تارةً تبدو وكأنها صروح معمارية طبقت أفكار الحداثة بابتعادها عن النسيج المحيط بها واستخدام خطوط نقية واشكال بسيطة والاعتماد على المبدأ الوظيفي , وتارةً أخرى تبدو كأنها مقحمة على النسيج الحضري دون مبرر لوجودها لتكسر خط السماء بتناقض كبير في مقياسها الانساني مع مجاوراتها من خلال تشييدها كقطع متناثرة غير منسجمة مع بعضها.
يهدف هذا البحث الى إبراز أهم العوامل التي ساهمت في ظهور وانتشار عمارة الحداثة في مدينة بغداد من خلال تناول مراحل نشأة بغداد تخطيطياً واهم المؤثرات المعمارية والاقتصادية والتخطيطية التي حملها المعماريون العراقيون والاجانب على حدٍ سواء