اثر عوامل البيئة الطبيعية والثقافية على الخصائص المعمارية والتخطيطية لمساجد السليمانية
الكلمات المفتاحية:
مساجد ، مساجد سليمانيةالملخص
تندرج معظم المساجد والجوامع في العالم الاسلامي تحت نماذج وانماط محددة ومعروفة الى حد كبير، وكانت تلكم الانماط قد نمت وتطورت من نماذج اساسية قليلة وموحدة، تغيرت شيئا فشيئا بسبب تاثّرها بمزيج من المتطلبات الوظيفية والثقافية المتغيرة هي الاخرى بسبب متغيرات الزمان والمكان، لتشكل مجموعة الانماط المعروفة والمشهورة في يومنا هذا عبر اجزاء العالم الاسلامي وحدوده. ولم يشُذَّ عن هذه الانماط الا اعداد قليلة من المساجد التي ربما كانت نتاج تجارب شخصية او قرارات ارتجالية، او استجابة لمؤثرات محددة او مؤقتة. الا ان ظهور نمط محدد لاينتمي الى ايّ من تلك الانماط، بل ويخالفها في اسسها التصميمية والتخطيطية، وانتشار هذا النمط الجديد –الغريب- في مساحة شاسعة، وظهوره وتميزه بشكل واضح وملفت للنظر، لهي حقا ظاهرة واشكالية جديرة بالانتباه والدراسة والتقصي. وكان ظهور مشكلة هذا البحث هي من خلال ملاحظة نمط معين من المساجد اتصف باختلافات واضحة في سماته التخطيطية العامة -كتركيبة توزيع الفعاليات في مخططات تلك المساجد-، وتفاصيله المعمارية الشكلية –الخارجية والداخلية-، وتشكيله الوظيفي كطبيعة علاقة المكونات الوظيفية لتلك المساجد مع بعضها-، بشكل يميز هذا النمط من المساجد تماما عن اي نمط معروف من انماط المساجد الشائعة في عموم العالم، والعالم الاسلامي خصوصا، وضمن منطقة معينة –هي محافظة السليمانية، (وفي مركزها تحديدا) ولفترة زمنية محددة دامت لعقدين او ثلاث. ومن هنا كانت فكرة هذا البحث في دراسة نمط مستحدث تخطيطيا ومعماريا لمساجد وجوامع تحمل معالم تميزها عن الانماط المعتادة للمساجد، اذ يحاول هذا البحث معرفة الاسباب والمتغيرات التي دعت الى ظهور مثل هذا النمط، مفترضا مجموعة من المؤثرات الثقافية والطبيعية سببا لهذه الظاهرة الملفتة. معتمدا على دراسة نماذج وعينات مختارة عشوائيا من تلك المساجد المحددة بالفترة الزمنية التي يحددها البحث لدراستها من خلال الدلالات الاحصائية من جهة ودراسة المحددات التصميمية في تلك النماذج من جهة اخرى وذلك لمعرفة اكثر العناصر تاثيرا في احداث تلك التغييرلت التي ولدت مشكلة هذا البحث. والتى ادت الى ظهور هذا النمط الفريد الذي ميز مساجد هذه المنطقة عن سواها من المساجد في العالم الاسلامي.