الفكر والتصميم الرقمي- الحسابي في النتاج المعماري والتصميم الحضري (دراسة تحليلية)

الملخص

 التصميم الرقمي- الحسابي Digital-Computational Design ، الذي يُعدُّ تطوراً لمفهوم التصميم المعماري بمساعدة الكمبيوتر (CAAD)، قد شهد تطوراً ملحوظاً منذ ظهوره في الستينيات. تأثرت بداياته بالفكر الحداثي والتقدم التكنولوجي، الذي ساهم في تطوير مفاهيم التصميم من خلال استكشاف العلاقة بين العلوم المعرفية والتصميم المعماري. وقد أدى هذا التطور إلى تحسين القدرة على استكشاف المفاهيم التصميمية والهندسة المعقدة، وتعزيز الدقة والحرية الإبداعية. ومع تقدم الزمن، أصبح التصميم الرقمي- الحسابي يشمل مجالات متعددة مثل الذكاء الاصطناعي، وعلم التحكم الآلي، والرياضيات، مما أدى إلى تطبيق مناهجه على التصميم المعماري والحضري. إن دمج أدوات التصميم الرقمي-الحسابي في مجال هندسة العمارة والتصميم الحضري هو نتيجة لعملية تطوير طويلة ، من ظهور المناهج الأولى المتعلقة بالحوسبة والمعلوماتية ، إلى تطويرها وتنفيذها بشكل كامل ضمن الاختصاص طوال التسعينيات والالفية الجديدة. البحث هنا حاول دراسة مفهومي الرقمية والحسابية في العمارة والتصميم الحضري مع محاولة فك التداخل الحاصل بين هذين المفهومين وما يرتبط بهما من مفاهيم وارتباطهما مع العمارة والتصميم الحضري ، مع دراسة التحول الحاصل في النظرية المعمارية باتجاه التصميم الرقمي- الحسابي تاريخيا من خلال تحليل المراحل من حيث الاداة والفكر والنتاج المصاحب لها من خلال اتباع منهجية تحليلية ومراجعة نقدية للمصادر المختلفة ودراسة حالة لمكتب معماري مرموق في العمارة الرقمية- الحسابية. وقد تبين من البحث اننا نستطيع أن نميز منهجين لاستخدام الحاسوب في العمارة والتصميم الحضري: أن كل ما يستخدم الحاسوب كأداة لتنفيذ فكرة معينة هي تكنولوجيا رقمية ، أما ما يستخدم الحاسوب للاستعانة بقدراته الحسابية من خلال أنشطة الاستنتاج والاستقراء والتجريد لتكوين فكرة معينة فهو عملية رقمية-حسابية. لذا لا بدَّ من استخدام مصطلح التصميم الرقمي-الحسابي والعمارة الرقمية -الحسابية  للدلالة على النهج المستقبلي للعمارة والتصميم الحضري  الذي يعني استعمال الحاسوب وقدرته الحسابية كأدوات جوهرية في عملية التصميم.