تلوث الهواء داخل المباني واثره في صحة الشاغلين

الملخص

توفر الاماكن المغلقة (المباني) لساكنيها بيئة خاصة تتوفر فيها الظروف الملائمة للنشاط الذي يزاوله الانسان أثناء حياته اليومية وتتناسب مع احتياجاته الطبيعية. معضم الوقت الذي يقضيه الإنسان خلال اليوم ( 24 ساعة) تكون داخل المباني او الاماكن المغلقة والتي تمتاز بطابع خاص من التلوث تجعلها مختلفة في طبيعتها وتأثيراتها وحتى في مصدرها عن ملوثات البيئة خارج المباني ، مما جعل هذه الخصوصية ملوثات المنازل او المباني أكثر ضرراً وتاثير بمن تشاركهم المسكن اوالمبنى، كما تجعل التصدى لها أمراً ليس باليسير.
        هناك العديد من العوامل المسببة لانخفاض جودة الهواء في الأماكن المغلقة علي سبيل المثال لا الحصر تصميم المبنى بشكل غيرلائق للغرض منه ، وعدم كفاية التهوية ، فضلا عن الغبار والمواد الكيميائية المنبعثة من موكيت الارضية ومواد طلاء الجدران (الدهانات) ، و منتجات التنظيف ، كذلك مشتقات غاز الرادون المنبعث من بعض مواد البناء (كالحجارة والإسمنت والتربة ...).
فيمكن حصر هذه الملوثات في ثلاث صور هي (الغازات، الأبخرة و الملوثات الصلبة) فضلا عن الإشعاعات والحقول الكهرومغناطيسية.  وكما ذكر سابقاً، فإن الإنسان يعيش أكثر من ثلثي عمره داخل مبانيه وهو ما يوضح خطورة تأثير الملوثات الموجودة داخل المباني على صحته .
        يجب أن تكون نوعية الهواء في الأمكنة المغلقة المأهولة ذات جودة عالية اي ان يكون صحياً و مستحباً أي أن يكون نقياً خالياً من الجراثيم و الغازات المضرة و ذرات الغبار وكذلك يجب أن يكون غير ممزوج بالدخان أو بالروائح غير المستحبة ، وذلك يرجع لجود الانسان في حيز مغلق ولوقت طويل يعرضه لتناقص الهواء النقي المحمل بالأوكسجين . وبالتالي لابد من وجود منافذ وفتحات تعوض الهواء النقي داخل هذا الحيز. كما توجد عدة طرق للحصول على هواء نقي داخل المنزل او الاماكن المغلقة خالي من الملوثات وهي (التحكم بمصادر التلوث ،استخدام الهواء الخارجي،توزيع الهواء داخل الحيز،تنقية الهواء وقدرة النباتات على تصفية الهواء الداخلي) . أثبتت الدراسة ان نسبة تلوث الهواء داخل الأماكن المغلقة (منازلنا وأماكن عملنا) هي اعلى من نسبة تلوث الهواء خارج المنزل ، وما لهذا التلوث من تاثير كيبر واضرار صحية على الجهاز التنفسي وأيضاً العصبي .