احياء الفضاءات الحضري للجانب الايمن في مدينة الموصل
الملخص
يُعدُّ الفضاء الحضري الحي من اهم مقومات نجاح المدن الحديثة , وهو اول صورة ذهنية تتكون لدى الاشخاص (الساكنين و الزائرين ) للمدينة ويكون مقياس تردُّد الأشخاص وتواجدهم وتفاعلهم في الفضاءات دليل على حيوية المدينة ورفاهيتها وقوة اقتصادها , إن احتلال داعش الارهابي مدينة الموصل عام 2014 وما تلاها من عمليات التحرير وانتهاء الحرب عام 2017 ,كان له اثر كبير في دمار المدينة القديمة في الجانب الايمن وموت فضاءاتها الحضرية بسبب هجران الناس لها وبالاخص منطقة ( الميدان والقليعات ) التي تم انتخابها لتكون منطقة الدراسة، ومن هنا انبثق المحور العام للبحث ( احياء الفضاءات الحضرية الميتة ) لارتباطها بالمجتمع ولما له من اهمية في تحديد وتشخيص أسباب الهجر للمناطق والفضاءات وما ينتج عنه , ومن خلال دراسة محور البحث تحدَّدت المشكلة البحثية ( عدم وجود ستراتيجية واضحة لاحياء فضاءات المدينة القديمة بعد عمليات التحرير عام 2017 بشكل يعتمد مبادئ الاستدامة وتخطيط المدن الذكية والتنمية الاقتصادية ويضمن حفظ الهوية الحضرية للمنطقة ) ضمن فرضية البحث الرئيسية (يتحقق الفضاء الحي المستدام في منطقة القليعات والميدان من خلال اعادة تخطيط وتنظيم الفضاء الحضري ) وتضمن البحث تحليل المنطقة بشكل شامل وتحديد نقاط الضعف ونقاط القوة , ودراسة عدد من التجارب العالمية في اعمار المدن ما بعد الكوارث واعتبار الدمار فرصة للتحسين ,توصَّل البحث الى نتائج اظهرت ان الابعاد المسيطرة والمهيمنة لاحياء الفضاءات في منطقة القليعات ( منظومة الحركة , خدمات البنى التحتية ) تلاها البعد الاقتصادي حيث يعدُّ قوة فعالة في تحقيق فضاءات حية وكما اظهرت النتائج مشاركة كافة الابعاد ولكن بنسب متباينة, في تحقيق فضاءات حضرية مستدامة ومتوازنة ايكلوجيا وتحقق التماسك والتفاعل الاجتماعي وتدعم التنوع الاقتصادي والثقافي وبشكل ينسجم مع البيئة المحيطة.