تخطيط وإدارة الخدمات في المناطق الريفية - ناحية الغراف في محافظة ذي قار حالة دراسية
الملخص
إن إحداث تغييرات عمرانية، واقتصادية، واجتماعية في المناطق الريفية تماثل تلك التي تحدث في المناطق الحضرية هدفها هو تقليل الفوارق الحضرية الريفية عن طريق تهيئة الخدمات في تلك المناطق، وتحقيق اللامركزية في إدارة هذه الخدمات، وتوسيع مشاركة المواطنين في الحكم المحلي (الإدارة اللامركزية) وتحقيق التنمية الشاملة، وتطوير وتمكين المحليات، ومواكبة التحولات الجديدة وتأثيراتها على وظائف المركز والمحليات. لقد أدى عدم وضوح دور الادارات المحلية في تخطيط وإدارة الخدمات الى عرقلة خطط التنمية، وتراجع مستوى الخدمات في المناطق الريفية، وانعكس ذلك سلبا على عملية التنمية الشاملة. تساهم الإدارات المحلية اسهاما مباشرا في تنمية المناطق الريفية وتطويرها من خلال المشاركة في اعداد الخطط المحلية، وان إدارة الخدمات المختلفة في المناطق الريفية من لدن سكانها يكون أكثر فاعلية.
فمشكلة البحث تتلخَّص في غياب وعدم وضوح دور الادارات المحلية في تخطيط وإدارة الخدمات مما أدى الى عرقلة خطط التنمية، وتراجع مستوى الخدمات في المناطق الريفية وأنعكس سلبا على عملية التنمية الشاملة.
افترض البحث أن الإدارات المحلية تساهم اسهاما مباشرا في تنمية المناطق الريفية وتطويرها من خلال إدارة الخدمات في المناطق الريفية المختلفة وأن المشاركة في اعداد الخطط المحلية ستساهم في ترجمة الخطط الإقليمية والوطنية الى خطط واقعية".
وضمن الإطار النظري للبحث، تم استعراض دور الادارات المحلية (بدءً من مجلس الناحية الى مجالس الأقضية ومجالس المحافظات) في تحديد الاحتياجات وتقييمها وادراجها ضمن الخطط التنموية ووفقًا اولوياتها. ,ويستعرض الشق الثاني دور هذه الادارات المحلية في إدارة وتوجيه هذه الخدمات لتحقيق النفع العام المنشود منها، وتطوير المناطق الريفية.
أما الإطار العملي للبحث، فقد تم اختيار ناحية الغراف التابعة لقضاء الشطرة كمحور للدراسة العملية التي تضمَّنت دراسة واقع الخدمات المجتمعية وخدمات البنى الارتكازية في القرى الريفية والمركز الحضري والعلاقة التراتبية في الجوانب الادارية والتخطيطية بينهما في الناحية، وفي اتجاهين:
- دراسة واقع حال الخدمات المقدمة من حيث التوزيع المكاني ونوع وكم الخدمات المقدمة ومقارنتها بالمعايير التخطيطية المعتمدة ورغبات المواطنين.
- دراسة آلية العملية التخطيطية للخدمات وادارتها على المستوى المحلي والمشاكل والمعوقات التي تواجه هذه العملية التخطيطية والادارية في هذه المناطق.
وتم اعداد استمارتين اعتمدت على جمع البيانات الخاصة بمنطقة الدراسة واستطلاع الآراء لكل من شريحة (المسؤولين والمواطنين) وتقييمهم حول مدى توافر، وفاعلية عملية التخطيط للخدمات وإدارتها في منطقة الدراسة بالاعتماد على مجموعة من المؤشرات التي تحدد مستوى الخدمات المتواجدة في المناطق الريفية.
ولغرض تحقيق هدف البحث: - اعتمد البحث في اثبات فرضيته على المنهج الوصفي الاستقرائي في تحقيق اهدافه، وإيجاد الحلول المناسبة لتعزيز عملية تخطيط، وإدارة الخدمات في المناطق الريفية، عن طريق دراسة دور الادارات المحلية، ومشاركة المواطنين في عملية التخطيط للخدمات، وادارتها ضمن منطقة الدراسة الميدانية، ولغرض الحصول على البيانات والمعلومات عن منطقة الدراسة استعان الباحث باستمارة الاستبيان، في جمع المعلومات عن منطقة الدراسة.
إن أبرز النتائج التي تم التوصّل اليها في هذا البحث هي:- ضرورة النهوض بالواقع الخدمي للمناطق الريفية عن طريق توزيع الادوار التخطيطية، والادارية بين الحكومة المركزية، والحكومة المحلية، والقطاع الخاص، والمواطنين في عملية التخطيط للخدمات المحلية، وادارتها، وتوزيع الصلاحيات المشتركة بين الحكومة المركزية، والمحلية على أساس تولِّي الحكومة المحلية إدارة الخدمات المحلية، بينما تشترك الحكومة المركزية بإدارة المشاريع الخدمية ذات الطابع الوطني، أو المحلي الذي يتطلب تحقيق التكامل في الإدارة بين المنطقة واقليمها، أو الخدمات ذات التراتبية الهرمية الممتدة من المركز الى الاقليم والمحليات، والتوجه نحو أقلمة بعض انواع الخدمات المحلية كخطوة أولى لمعالجة ظاهرة انتشار وتشتت الخدمات وتحقيق التكامل في تقديمها على اساس تنظيم مستويات تقديمها (من المستوى البسيط الى العالي)، مع اعتماد القطاع الخاص كبديل مقدم للخدمات المحلية كافة مع إعادة تحديد مفهوم العلاقة بين القطاع الخاص، وتقديم الخدمات الاجتماعية وتحديد دوره من جهة، وبناء أنواع جديدة من العلاقات بين المواطنين المحليين ومقدمي الخدمات العامة من جهة اخرى بما يضمن تقليل كلفة تقديم المزيج الملائم من الخدمات المطلوبة .