اهمية المؤشر المكاني في اعداد الخطط التنموية
الملخص
شكَّلت المؤشرات مفصلًا اساسيًا في نجاح التجارب والاعمال المختلفة لكونها وسيلة التواصل بين القائمين على العمل ومتخذي القرار وحتى الجمهور المستفيد عموما، ومن ضمن المجالات العلمية المختلفة كان مجال علوم التخطيط الحضري والاقليمي مهتما بصورة استثنائية بالاعتماد على هذه المؤشرات واستعمالها، لسببين الاول وسيلة اتصال بين المختصين وغير المختصين من الساسة ومتخذي القرار، والثاني كونه من العلوم الحديثة متعددة ومتداخلة الاختصاصات المختلفة، فهي تشكل لغة حوارية بين اعضاء الفريق الواحد.
انطلق البحث من مشكلة التواصل بين الفرق التخطيطية والمخطِّط المكاني وصانع القرار، ولتحقيق هدف انسيابية عرض المؤشرات المكانية بوضوحية ودقة عالية وادراك كبير لمتخذ القرار، ولضمان عدم ضياع المعلومات التي تجمع من خلال الفرق الميدانية، افترض البحث أن القواعد المكانية لنظم المعلومات الجغرافية لها من المرونة ما يمكن التعبير من خلالها عن مدى واسع من البيانات وتحويلها الى معلومات لشرح أي مشكلة مكانيًا وبكافة متغيرات المشكلة وظوهراها مكانيا، بهدف وضع اساس لاعتماد هذه التقنيات كعنصر أساس في التحليل المكاني من قبل المخطط المكاني.
منهجية البحث ستنطلق من بيان أهمية المؤشر المكاني ودوره بالنسبة للعملية التخطيطية مكانيا، ثم استعراض تطبيقه فعليا في دراسة معتمدة من وزارة التخطيط العراقية لعام 2016، لبيان ضرورة تعميم تطبيق اشتقاقات المؤشرات المكانية للاغراض التخطيطية، تم تطبيق الدراسة بشكل فعلي مع احدى الدراسات الميدانية لوزارة التخطيط/ دائرة التنمية المحلية والاقليمية/ مديرية تخطيط محافظة بابل، اذ كلف
الباحث كاستشاري لاعداد خطة التنمية الريفية في محافظة بابل، وكان اختيار نظم المعلومات الجغرافية كاساس لاختبار ذلك، وكانت نتائج التحليل مطابقة للخبرة الميدانية في رسم صورة السياسة المكانية المطلوبة.
من أبرز النتائج العامة التي ظهرت ضرورة التأكيد على دعم المقررات الاكاديمية بمناهج التحليل المكاني لنظم المعلومات الجغرافية ومحاولة اشتقاق اختصاصات اكاديمية متخصِّصة في هذا المجال الدقيق، مع ضرورة اعتماد التحليل المكاني من خلال نظم المعلومات الجغرافية دعامة أساسية للدراسات والاستراتيجيات المكانية المختلفة في وزارات الدولة ومؤسساتها، وتقترن هذه الضرورة باهمية تدريب القيادات الادارية على قراءة المؤشرات المكانية واعتمادها في اتخاذ قراراتهم.