تخطيط المدينة العربية الاسلامية الخصوصية و الحداثة
الكلمات المفتاحية:
تخطيط المدينة العربية الاسلاميةالملخص
تنفرد كل مدينة عربية اسلامية بصفات مميزة تمليها عليها طبيعة موقعها وخصائصه, اذ نراها جبلية في الجبال, صحراوية في الصحارى , و ساحلية في السواحل , و يتجلى ذلك في طرز مبانيها و تصاميمها و حتى في بنيتها الهيكلية. الا ان هذا التفرد لم يقف عائقاً امام ظهور صفات و خصائص مشتركة لهذه المدن املتها عليها عبر الزمن, عوامل مخلتفة نابعة من صلب حياة المجتمع بعاداته و تقاليده و معتقداته و متطلباته المعيشية و ظروفه البيئية التي تظافرت جميعها في عملية بناء و تشييد المدينة العربية الاسلامية لترسم ملامح و خطوط حياة المجتمع على عمارته و مفرداتها و من ثم تمنحها لغتها الخاصة والمميزة . المدينة العربية كائن حي يتأثر و يؤثر, ياخذ ويعطي جريا على سنة الحياة التي اختلفت عصورها و ظروفها. هذا الاتجاه يساعدنا كثيرا في الكشف عن اصالة هذة المدينة او عن تميز قيمتها, التي شكلت وعاءها المادي في توافق تام بلور في النهاية صورة المدينة, فالجامع, و الساحة, والميدان, والسوق والفناء الداخلي هي الملامح الاصلية للمدينة العربية الاسلامية, و بمرور الزمن و مع التوسعات الكبيرة التي شهدتها معظم المدن الاسلامية, تأثرت هذة الملامح و تداخلت فيها استعمالات الارض بانماط مغايرة تمام عن النمط التقليدي و بالذات النمط الحضري السكني، هذا التاثر افقد المدينة خصوصيتها بفعل عوامل منها تقنية واقتصادية و اخرى اجتماعية وبيئية في تحديد هذه الانماط ضمن نسيج المدينة عبر فترات زمنية من توسع و نمو المدينة العربية الاسلامية, مما يتطلب بذل الجهود لاعادة تفهم اكثر لطبيعة ما يجب ان يكون عليه تخطيط هذة المدينة في قدرتها على التكييف المقترن بالتفاعل الحي مع متطلبات العصر في اطار من الخصوصية المطلوبة.