المناطق العشوائية بين الواقع والطموح نحو بيئة حضرية مستدامة حالة دراسية ( أم الورد)
الملخص
يتغير الواقع الإسكاني في العراق يوما بعد يوم كما هو الآن في سواها من بلدان الدول النامية، ،إلا إن الأحداث والتفـاعلات الجذرية التي يمر بها قطرنا دون غيره (من حروب وحصار وتغير السلطة) وما رافقه من تغيرات جذرية في المستوى المعاشـي والثقافي والفكري الإنسان العراقي بين ليلة وضحاها رافقه من جهة أخرى وكرد فعل لعوامل متعددة منها الاقتصـادية والسياسية والديموغرافية الطبيعية ... الخ, قائمة طـويلة من المشـاكل التخطيطية والاسـكانيه والعمرانية لعل من أهمها وأشدها خطرا بيـئيا وعـمرانيا واجتماعيا هو الإسـكان الغير مشروع أو ما يسمى ب(الإسكان العشوائي) . وهذا الإسـكان إذ كان موجودا في السـابق ( على انحساره ) في المدن والمحافظات الرئيسية ( بغداد والموصل والبصرة ) باعتبارها مراكز حضرية قفزت فيها نسبة التحضر إلى نسب مخيفة , إلا انه أصبح بعد سقوط نظام الحكم وفقدان الضبط القانوني ظاهرة يومـية تتواجد في كل مكان وزمان حتى باتت جزء من حياة الناس وبيئتهم الحضرية في واقع مرير يشير إلى عجز سكني حاد ونقص في الرصيد السكني لا يمكن تجاهله مع عدم أو قلة وجود ما يقابله من مشاريع إسكانية أو خدمية تسد العجز الحاصل او حتى ادارة بيئية وتخطيطية ترصد الخلل الحاصل وتتبنى معالجته دوريا. ومع نشأة المساكن العشوائية في بيئات مضطربة في طرق بنائها وتفرقها وسبل الوصول إليها وانعدام أو صعوبة إيصال الخدمات الضرورية للحياة الطبيعية من الماء والصرف الصحي وتخلف في كافة مرافق حياته الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية والخدمية, رغم ذلك نرى أحياء ذات مساحات شاسعة أضحت بسبب سوء تخطيطها إسكانا متخلفا مسببة بؤرا اجتماعية متخلفة ومشكلة تخطيطية ينبغي التركيز عليها ومحاولة ايجاد الحلول الجذرية لها. وهنا وفي هذا البحث محاولة لتسليط الضوء على ماهية المناطق العشوائية ,أسبابها, مخاطرها مع القاء نظرة على الحلول المتبناه للخروج من هذه المشكلة في ظل الظروف السائدة وسبل معالجتها مع محاولة تبني طرق حديثة تستأصل الازمة وتساهم في انخراط مجتمع العشوائيات مع البيئة الحضرية المحيطة وتفاعله معها