الطرق والأساليب في تثبيت الكثبان الرملية ومكافحة التصحر
Abstract
احد الجوانب التطبيقية لعلم البيئة يتضمن دراسة إمكانية منع تدهور الإنتاج البيولوجي للأرض مع اتخاذ مختلف الوسائل والتقنيات العلمية لدفع عجلة هذا الإنتاج الى أعلى معدل دائم له وهذا ما يسميه علماء التنمية بمحاربة ظاهرة التصحر.
التصحر ظاهرة بايو فيريقية تتعاظم تعاظماً ذاتياً وكأنما تتغذى على نفسها ويدل التصحر بتدهور إنتاج الأرض حيث تصبح الأنشطة الإنسانية غير مناسبة في درجتها ونوعيتها وقد يرجع هذا الى نقص في المعارف أو في الخبرة البيئية أو نقص في الطرائق البديلة لإستغلال الموارد أو السعي إلى تكثيف المكاسب القصيرة الأجل على حساب الإنتاجية في مدى قصير الأجل.
إننا لا نريد إظهار الإنسان على انه مستغل وجائر في تعامله مع البيئة بحكم قبوله التحدي البيئي ومحاولاته التي يبذلها لترويض وإخضاع عناصر البيئة الطبيعية بالشكل الذي يحقق طموحاته وآماله. إلا إننا وبالقدر الذي يفرضه علينا مبدأ حفظ التوازن البيئي من خلال العلاقة بين الإنسان والبيئة، نجد أنفسنا أمام أمر لابد منه، وهو ضرورة استخدام عاقل ورشيد لخلق بيئة متوازنة قادرة على العطاء، بل العطاء المستمر من أجل مسيرة الحياة دون يأس أو مخاطر. وهذا المحور الذي تدور اليوم حوله كل الجهود البشرية. ومشكلة التصحر التي بصدد دراستها هي واحدة من المشاكل, بل تعتبر من أخطر المشاكل البيئية التي أصبح يواجهها الإنسان خاصة في العقود الأخيرة من هذا القرن نتيجة لتعامله الغير العاقل مع بيئته وخاصة البيئة الجافة التي تتسم بنظم بيئية هشة. التصحر من جهة وزحف الرمال الصحراوية من جهة أخرى ظاهرتان بدأتا منذ فترة قصيرة تثير اهتماما دولياً رغم انهما ظاهرتان أزليتان بدأتا منذ عمر الأرض وما جهود الإنسان في استصلاح الأراضي وتوسيع الرقعة الزراعية بمشاريع الارواء والبزل والتشجير والغابات والقنوات المائية والبحيرات بمختلف أشكالها وأنواعها إلا ردا تاريخياً عليها.
فلم تعد ظاهرة التصحر مشكلة هامشية لانها اصبحت تهدد الاراضي الشاسعة الصالحة للزراعة في مختلف دول العالم وعلى الاخص بلدان العالم الثالث. وبدأت تكشف عن تأثيرها البيئي الاقتصادي والأجتماعي, فليس اوضح من سرعة انتشار هذه الظاهرة الخطيرة من إن الجزء الجنوبي من الصحراء الافريقية الكبرى قد شهد خلال الستين السنة الماضية تحول حوالي ( 800 ) الف كيلومتر مربع من اراضي منتجة الى صحراء جرداء, غير انها تزحف بسرعة (10-50) كيلومتر في السنة. كما تهدد اليوم الصحراء الكبرى دول المغرب العربي, حيث تزحف شمالاً وجنوباً وشرقاً وتبرز بصورة خاصة في دول الساحل الإفريقي التي تقع جنوب الصحراء الكبرى إن تركيز كثافة سكانية حول منطقة معينة وعدم مراعاة استغلال المياه الجوفية والسطحية فيها والرعي الجائر فيها يؤدي إلى إنهاك التربة من ثم فقدها لخاصية تماسكها, السبب الذي يؤدي إلى موتها وتعريتها وتركها وخذا بدوره يزيد الضغوط على الأراضي المتبقية, مما ينقص انتاجها والتصحر انواع فمنه التصحر الخفيف وهو يعتمد على درجة تلف الغطاء النباتي والتربة وقد يكون طفيفا جدا في نطاق التربة ويغير في طبيعة التربة التى تؤثر على طبيعة الغطاء النباتي والنوع الاخر هو التصحر المعتدل والذي يكون فيه تلف الغطاء النباتي متوسطاً, حيث تحافظ النباتات على طبيعة التربة وتماسكها وهناك تصحر شديد وهو يؤدي الى ازالة نطاقي التربة وفيه تتغير طبيعة النباتات من الاشجار الى الحشائش السطحية التى تجرف بسهولة واخيراً التصحر الشديد جدا وهو الذي يؤدي الى اختفاء نسيج التربة وظهور الكثبان المتحركة الكثيرة والوديان الجافة. وان الجهود المبذولة لمعالجة تثبيت الكثبان الرملية ومكافحة التصحر تكون غير فعالة بسبب انعدام المشاركة العامة, وخصوصاً اذا عرفنا ان التصحر ينتشر عبر الحدود, وهي حالة تجعل الجهود الفردية ذات قيمة قليلة او معدومة في غياب التعاون الاقليمي. وبناءاً على ذلك جاءت اهمية هذا البحث للتوصل الى الطرق والاساليب الواجب اتباعها بتثبيت الكثبان الرملية ومكافحة التصحر لتحقيق بيئة ملائمة للآستغلال واستثمار المناطق الصحراوية لأغراض الزراعة والمراعي واقامة المستوطنات السكنية والمنشئات الصناعية, حيث ان الكثير منها غني بالثروات الطبيعية. ومن خلال ذلك يمكن تحقيق التنمية المستدامة في اقطار الوطن العربي.